قصة مصممة المجوهرات العالمية عزة فهمي التي بدأت بـ 3 جنيهات
بطابع خاص مستوحًى من التراث العربي، وبتصاميم فريدة معاصرة فاخرة تدمج بين الثقافات والتراثات المختلفة، تميزت مصممة مجوهرات العالمية عزة فهمي، واستطاعت أن تصبح ماركة عالمية.
4 أسس تسويقية اعتمدت عليها.. من بينها التعاون مع مصممين عالميين والوجود القوي في عواصم الموضة العالمية
وترصد «أصول مصر» خلال التقرير التالي مَن هي عزة فهمي، وكيف بدأت رحلتها في تصميم المجوهرات قبل عقود.
مَن هي عزة فهمي؟
وُلِدت السيدة عزة فهمي ونشأت في سوهاج، وانتقلت إلى القاهرة بعد وفاة والدها. تخرجت في كلية الفنون الجميلة بمصر (قسم الديكور) عام 1969، وحصلت على الدكتوراه من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعلى بكالوريوس في التصميم الداخلي من جامعة القاهرة، كما حصلت على منحة دراسية من المجلس الثقافي البريطاني لدراسة صناعة المجوهرات في جامعة «بوليتيكنيك» بلندن.
كانت عزة فهمي تعمل في وظيفة حكومية براتب 20 جنيهًا، ولكنها لم تكن سعيدة، لتسير في رحلة البحث عما تحبه.
بدأت رحلتها لتصبح مؤسِّسة أول ماركة عالمية للمجوهرات المصرية بعدما اطلعت على كتاب ألماني عن المجوهرات الأوروبية يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، وعملت السيدة عزة فهمي متدربةً عند أحد الصائغين في القاهرة في سبعينيات القرن الماضي.
وبعد صقل مهاراتها في بريطانيا، عادت إلى مصر وأمضت سنوات طويلة متنقلة بين وِرَش خان الخليلي، متتلمذةً على أمهر الحرفيين في قلب القاهرة الفاطمية، لتستوحي فكرة مزج الكتابة والثقافة والتاريخ بالحلي.
بدأت مشروعها بـ 3 جنيهات، وافتتحت متجرًا صغيرًا لها باسم «جاليري العين» عام 1981، وفي عام 2003 حوَّلت عملياتها من مجرد ورشة صغيرة إلى مصنع على نطاق واسع خارج القاهرة.
وبدأت بالنحاس والفضة؛ حيث كان وضعها المادي لا يسمح بشراء الذهب وتشكيله.
وحول سعر أول حلي قامت ببيعها قالت: «زينب صالح سليم باعت لي أول 5 قطع بـ 45 جنيهًا».
وأطلقت علامتها التجارية «عزة فهمي» للمجوهرات في عام 1969، المستوحاة من 7000 عام من التراث والثقافة المصرية، وأقامت أول معارضها عام 1974، وفي عام 2002 أنشأت مصنعًا على أطراف القاهرة، ليصبح لديها حاليًّا 20 فرعًا حول العالم.
ووُصِفت بأنها إحدى أكثر نساء مصر تأثيرًا؛ حيث صنفتها «فاينانشيال تايمز» في عام 2017 ضمن 25 سيدة أعمال هن الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في الشرق الأوسط، ونالت تكريمًا رئاسيًّا في العام ذاته.
استراتيجيات التسويق
وعملت عزة فهمي على إصلاح هيكلة الشركة واستراتيجية التسويق، معتمدة على أربعة جوانب بارزة:
1- تعاونت مع مصممين عالميين، مثل جوليان ماكدونالد، وثورنتون بريجازي، وماثيو ويليامسون، لتقديم تشكيلات صُمِّمت خصوصًا لتُعرَض داخل المعارض المهمة، في وقتٍ استفاد خلاله المتعاونون معها من الإلهام الآتي من ثقافة مختلفة والوجود في الشرق الأوسط.
2- وجودها القوي في عواصم الموضة العالمية، مُركِّزةً على أوروبا والولايات المتحدة، ولكنها لم تهمل السوق العربية، لأن السكان هنا يهتمون كثيرًا بالمجوهرات، خصوصًا الأثرياء منهم، وعلى الرغم من ذلك، تؤمن الإدارة بأن تعزيز الوجود في الغرب سوف يُحسِّن مبيعاتها.
3- تكوين علاقة وثيقة مع وسائل الإعلام للتأكد من أنها تظهر باستمرار.
4- الحد من توزيع المنتَجات، واقتصارها على عدد مختار من نقاط البيع فقط، ولهذا السبب لا يُمكِن العثور على منتَجات هذه العلامة التجارية إلا في نقاط البيع الراقية، مثل الفنادق العالمية.
وتركز عزة فهمي دائمًا على فكرة صنع المجوهرات يدويًّا، وتستغرق الكثير من الوقت والمجهود لتصنيعها، ويتم استخدام التكنولوجيا للمساهمة في جوانب مختلفة لديها، مثل الوصول إلى عملائها في الخارج واستخدام المنصات الإلكترونية للبيع لعملاء في بلاد مختلفة.
معهد للحِرَف اليدوية والتدريب المهني
وأطلقت «مؤسسة عزة فهمي» – التي تهدف إلى الحفاظ على التراث المصري وتطوير الحِرَف اليدوية المنقرضة – معهدًا للحرف اليدوية والتدريب المهني من خلال برامج التدريب المهني، وذلك لتوفير فرص عمل وبدء الأعمال التجارية لدعم الشباب المصري الموهوب.