الجمعة، 05 ديسمبر 2025 11:28 م
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
اقتصاد

ملتقى ميزانية السعودية يستعرض استراتيجية الإنفاق ومسارات التنمية للمرحلة المقبلة

الجمعة، 05 ديسمبر 2025 07:35 م
ملتقى ميزانية السعودية يستعرض استراتيجية الإنفاق ومسارات التنمية للمرحلة المقبلة
ملتقى ميزانية السعودية يستعرض استراتيجية الإنفاق ومسارات التنمية للمرحلة المقبلة

اختتمت وزارة المالية السعودية أعمال ملتقى ميزانية 2026 في الرياض، بحضور واسع من القيادات والمسؤولين والخبراء الاقتصاديين، في فعالية أبرزت مكانة الملتقى كمنصة وطنية تستعرض ملامح المرحلة المقبلة لمسارات التنمية وإستراتيجية الإنفاق الحكومي. وشهد الملتقى مناقشات موسعة حول أولويات الميزانية ودورها في تطوير الخدمات الأساسية وتعزيز المشاريع التي تمس حياة المواطنين وترفع مستوى رفاهيتهم، مع استمرار السعودية في بناء اقتصاد مرن ومتوازن قادر على مواجهة المتغيرات العالمية بدعم من رؤية 2030 والسياسات المالية طويلة المدى.

واستهل الملتقى أعماله بجلسة ركزت على التنمية المستدامة في ميزانية 2026، قدم خلالها وزير المالية محمد الجدعان ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم رؤى تؤكد تحول الميزانية إلى أداة إستراتيجية لتعزيز النمو وتنويع الاقتصاد وحماية المكتسبات. 

السياسة المالية للسعودية 

وأوضح الجدعان أن السياسة المالية للسعودية تراعي طبيعة الاقتصاد الوطني، وأن المالية العامة أصبحت ركيزة استقرار أساسية منذ إطلاق رؤية 2030، مع ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية إلى 56%، مؤكدًا أن كفاءة الإنفاق أصبحت ثقافة سائدة بين العاملين السعوديين.

وبيّن وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن ميزانية 2026 تركز على توجيه الإنفاق نحو القطاعات ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية العالية، مشيرًا إلى أن رؤية السعودية 2030 خلقت بيئة تنافسية جذبت أكثر من 600 شركة عالمية، إلى جانب ارتفاع التوطين الدوائي إلى 35% والعسكري إلى أكثر من 20%. 

كما أشار إلى نمو 74 قطاعًا سنويًا بنسب تتجاوز 5% خلال الأعوام الخمسة الماضية، وتأكيد موقع السعودية المحوري في الاقتصاد العالمي ومساعيها للتحول إلى منصة لوجستية تربط القارات.

 إستراتيجيات إصلاحية واسعة

وفي الجلسة الثانية، أكد وزراء الصحة والتعليم والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن الإنسان يشكل محور أولويات ميزانية 2026. حيث أوضح وزير الموارد البشرية أحمد الراجحي ارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 34% وانخفاض بطالة السعوديين إلى 6.8%، إضافة إلى تنفيذ إستراتيجيات إصلاحية واسعة لسوق العمل.

 بينما كشف وزير الصحة فهد الجلاجل عن ارتفاع مساهمة القطاع الصحي في الناتج المحلي إلى 5% وانخفاض وفيات الأمراض المعدية بنسبة 50%، وأعلن وزير التعليم يوسف البنيان تخصيص 202 مليار ريال لقطاع التعليم مع توجهات نحو مشاريع نوعية وتحسين البيئة التعليمية.

وركزت الجلسة الثالثة على القطاعات الواعدة، وفي مقدمتها السياحة والرياضة، حيث كشفت الأميرة هيفاء بنت محمد نائب وزير السياحة عن وصول الإنفاق السياحي إلى 275 مليار ريال وتجاوز عدد السياح 116 مليونًا، مع استهداف 150 مليون سائح بحلول 2030.

ميزانية 2026 في السعودية

 كما أوضح نائب وزير الرياضة بدر القاضي أن 70% من الفعاليات الرياضية تدار بسواعد سعودية، وأن حجم سوق الرياضة بلغ 32 مليار ريال، مع توقعات بوصوله إلى 80 مليار ريال في 2030.

واستعرضت الجلسة الرابعة قصص نجاح وطنية في مجالات البنية التحتية والصناعات العسكرية والخدمات العدلية والموانئ، حيث تم الإعلان عن استفادة 1.2 مليون مستفيد من خدمات الإسكان حتى نهاية 2025، وتمكين 50 ألف أسرة من تملك السكن. 

كما تم إبراز تطور قطاع النقل نحو هدف جعل السعودية مركزًا لوجستيًا عالميًا، واستعراض التقدم في توطين الصناعات العسكرية بنسبة 40.7%، إضافة إلى التحول الرقمي في الخدمات العدلية، وزيادة الاستثمارات في الموانئ إلى أكثر من 30 مليار ريال. 

واختُتم الملتقى بالتأكيد على دور ميزانية 2026 في تعزيز التنمية، وتحفيز القطاع الخاص، ورفع جودة الحياة، وترسيخ الميزانية كأداة رئيسة للبناء الاقتصادي والاستعداد للتحديات المستقبلية.