الاقتصاد الإسباني يواصل النمو القوي مع تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوى منذ 2008
حقق الاقتصاد الإسباني، صاحب أفضل أداء بين أكبر اقتصادات منطقة اليورو، نموًا قويًا في الربع الأخير من العام الماضي 2024، مما يمدد سلسلة النمو التي بدأت بعد انتهاء عمليات الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا في عام 2020.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الإسباني (INE)، الصادرة اليوم الأربعاء 29 يناير 2025، أن الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا ارتفع بنسبة 0.8% خلال الربع الرابع مقارنة بالربع السابق، وهو ما يتماشى مع وتيرة النمو المسجلة في الربع الثالث .
وتأتي هذه الأرقام من رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، قبل صدور بيانات النمو الخاصة بكل من ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا يوم الخميس، والتي يُتوقع أن تظهر تباطؤًا أو تراجعًا طفيفًا في النمو.
سياسات تحفيزية لمواصلة دعم الاقتصاد
يأتي هذا الأداء القوي للاقتصاد الإسباني في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات اقتصادية أوسع نطاقًا، ما يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات لدعم النمو. ومن المتوقع أن يخفض البنك أسعار الفائدة هذا الأسبوع في محاولة لتحفيز الاقتصاد في ظل الضغوط المستمرة.
البطالة في إسبانيا تسجل أدنى مستوى منذ 2008
في سياق متصل، أظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء الإسباني، الصادرة أمس الثلاثاء 28 يناير 2025، أن معدل البطالة في إسبانيا انخفض إلى أدنى مستوى له منذ الربع الثاني من عام 2008، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في سوق العمل.
وبلغت نسبة البطالة 10.61% خلال الربع الرابع من عام 2024، مقارنة بـ 11.21% في الربع الثالث. وتعد هذه النسبة الأدنى منذ عام 2008، عندما سجلت البطالة 10.36% في الربع الثاني.
وكانت البطالة قد بلغت ذروتها عند 26.9% خلال الربع الأول من عام 2013، في أعقاب الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأوروبية. لكن بفضل الإصلاحات الاقتصادية وتحسن مناخ الأعمال، تراجع عدد العاطلين عن العمل بمقدار 158,600 شخص خلال الربع الرابع، ليصل إجمالي عدد العاطلين إلى 2.59 مليون شخص.
تعزز هذه البيانات الإيجابية مكانة إسبانيا كواحدة من أكثر الاقتصادات مرونة في منطقة اليورو، حيث تواصل تحقيق نمو مستقر وتحسن في سوق العمل رغم التحديات العالمية. ومع استمرار السياسات الداعمة للنمو، تبقى التوقعات إيجابية بشأن أداء الاقتصاد الإسباني في العام 2025.